
كتب / أسامة فلفل
العميد نادي غزة الرياضي عبق الزمان والمكان ،التاريخ الأصيل لشجرة العطاء الرياضي الفلسطيني ،جسد وعبر مسيرة ومشوار طويل فلسفة عادات الألفة والمحبة، والتزاور والتواصل المجتمعي في شهر رمضان المبارك، والاهتمام الكبير بالسهرات الرمضانية الصاخبة التي كانت تضم الرياضيين القدامى ونجوم الزمن الجميل وكوادر النادي وأعضاء الجمعية لعمومية وجماهير العميد، بالإضافة إلى المسابقات الثقافية والرياضية والندوات الدينية التي كانت سمة تميز بها النادي، وهذه الفلسفة التي دأبت على ترسيخها إدارات النادي المتعاقبة تعكس الأهداف العظيمة لفكر النادي العظيم الذي وضع أبجدياته الرعيل الأول من المؤسسين الأوائل لخلق واقع وحدوي يسعى لتعاظم الإنتاج والإنجاز الرياضي والثقافي والمجتمعي للمؤسسة الرياضية الحضارية التي تؤدي دورها الريادي عبر عقود طويلة .
ذكريات تمر ولكن تبقى مطبوعة بالذاكرة ولن يطولها النسيان، لأنها أصبحت اليوم وبعد الرحيل عن قلب المدينة معلقة رياضية محفوظة في وجدان الرياضيين ومحبي وعشاق النادي.
اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على الرحيل عن قلب المدينة المثابرة أستذكر كما أسلف زميلي الصحفي المخضرم وابن العميد الوفي وعضو الجمعية العمومية الأخ العزيز هشام ساق الله في منشور له على صفحته الخاصة عبر شبكة التواصل الاجتماعي كيف كانت تتحول جموع الوافدين من المصلين للنادي من مختلف أحياء مدينة غزة وضواحيها طوال أيام شهر رمضان إلى أسرة واحدة يجمعها نداء الأذان بالصلاة وهو يرتفع من مئذنة مسجد النادي التي تنشر في المحيط والمنطقة الحب والتآلف والوحدة.
صلاة التراويح في نادي غزة الرياضي كانت تبرز تجليات القيمة العالية والصبغة التراثية العظيمة التي مازالت عالقة في أفئدة الجمهور، فالأجواء الروحانية العظيمة التي كانت تحلق بالمكان التاريخ لقلعة الأندية الرياضية وعنوان الحضارة والأصالة الوطنية والرياضية لا توصف، والابتهالات والدعاء والتلاوة العطرة تشرح الصدر وتسمو بالمصلين وترفع روحانياتهم إلى السماء.
لذلك كان يحرص الرياضيون من مختلف انتمائهم الرياضية وأنديتهم على الصلاة في أروقة العميد نادي غزة الرياضي وعلى إيقاع الصوت الجميل لإمام المسجد الشيخ علي العمصي عافه وشفاه الله.
جاء رمضان والحزن يلف الجميع على الظروف التي فرضها الواقع المرير على أعرق الأندية وصمام أمان الحركة الرياضية ومعقل الوطنية والحراك الرياضي والثقافي والكشفي والمجتمعي، جاء رمضان والحزن والحسرة تملأ قلوبنا على رحيل المرحوم الحاج سالم الشرفا أبرز أهرامات الرياضة الفلسطينية ونادي غزة الرياضي الذي عودنا مع رموز ومرجعيات وقيادات وأبطال النادي، على سرد المحطات الرياضية التاريخية من عمر الحركة الرياضية ومفاصلها الرئيسة ، والتحديات التي واكبتها من خلال حديث موثق بشهوده وشواهده ، حيث يفرض على الجميع وخلال السهرات الرمضانية الليلية الاستماع للوقائع والأحداث الرياضية التي تبرز مسؤولية وقيادة عميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي للحركة الرياضية منذ مطلع القرن.
جاء رمضان وما زلنا نأمل أن تعود ذكريات الماضي الجميل ولم شمل الأسرة الرياضية بقلب المدينة، لتظل أشرعة الأستاذ والمعلم الأول نادي غزة الرياضة عالية تعانق سحب السماء.