الرئيسية » الأخبار » تناقضات استدعاء المقاطعة الرياضية

تناقضات استدعاء المقاطعة الرياضية

صدى الملاعب _ غزة – بقلم/ غسان محيسن:
التعبير عن التضامن مع قضايا سياسية تحمل في طياتها نصرة المظلوم وتوجيه رسالة برفض الاعتداء على الإنسان في أي مكان في العالم من خلال تعبيرات أو مواقف أو تصريحات من قبل الرياضيين لاعبين أو أندية أو جماهير تمثل قيمة سامية تعبر عن المعاني الجميلة التي بنيت عليها العلاقة بين البشر.

لكن ما يحدث على أرض الواقع هو عنصرية ونزعة قومية لمن يدعون أنهم أهل الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان، فبينما تداعت أوروبا ومعظم دول العالم للتضامن مع أوكرانيا ضد الغزو الروسي لأراضيها، واتخذت الكثير من المواقف التي تصب في مقاطعة روسيا رياضيا لدرجة المطالبة بحرمانها من المشاركة في مونديال قطر 2022، ورفض العديد من الدول الأوروبية خوض مباريات ضد المنتخبات والأندية الروسية، ومنع روسيا من استضافة أي مباريات دولية على أراضيها، كل هذه القرارات والخطوات ولم يمض على الأزمة القائمة أيام معدودة، بينما القضية التي مضى على مأساتها ما يقارب 74 عاما تقاس بميزان ٱخر لدى الغرب.

نعم إنها قضية فلسطين التي هجر شعبها وأقيم على أرضها كيان محتل هو (إسرائيل)، يكيل الغرب بمكيالين وهذا حاله في كل القضايا التي تخص الأمة العربية والإسلامية ولاحظنا في تصريحات المسئولين ووسائل الإعلام كيف ينظرون إلينا عندما قالوا عن المهجرين من أوكرانيا الذين وصلوا حدود الدول المجاورة “إنهم من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، ليسوا سوريين أو أفغان، هم أناس متحضرون ولا نخاف منهم”، هنا تكمن الحقيقة التي نعرفها على مدار التاريخ ويحاول البعض إخفائها ربما خوفا أو لمصالح خاصة بكل دولة.

إن المواقف التي قدمها الرياضيون العرب وغيرهم من أحرار العالم للتضامن مع فلسطين في البطولات الدولية هي وسام فخر وتعبير نبيل عن العلاقة بين الشعوب لا يمكن تجريمها فقط عندما يتعلق الأمر بالعرب، فتارة يتذرعون بقوانين منع المظاهر السياسية في المنافسات الرياضية، وتارة يعتبرونها معاداة للسامية، وأخرى أنها تمثل الإرهاب، أي إرهاب ذلك الذي يدافع عن حقه في وطنه ويطالب بطرد الاحتلال من بيته، فرضوا العقوبات على رافضي التطبيع الرياضي مع الاحتلال وآخرهم الجزائري فتحي نورين الذي رفض مواجهة لاعب الكيان الإسرائيلي في أولمبياد طوكيو في لعبة الجودو فمنعوه من المشاركة في البطولات الدولية لمدة (10) سنوات.

بينما في مباراة مانشستر سيتي وايفرتون بالدوري الإنجليزي لكرة القدم يضع لاعبو السيتي شارة “لا للحرب” ولاعبو ايفرتون يضعون علم أوكرانيا تضامنا فيصفق العالم، في المقابل يتم تجريم تضامن النجم المصري محمد أبو تريكة وكانوتيه وغيرهم من اللاعبين مع فلسطين أثناء العدوان على غزة والمجازر بحق الأطفال الأبرياء، ويعتبرون هذه المواقف سياسية لا يمكن القبول بها ويحذرون من يمارسها بالعقوبات.

ونزيدكم من الشعر بيتا أن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أوصى اليوم بمنع مشاركة الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا في المنافسات الدولية، فيما اللاعب الذي يرفض مواجهة الاحتلال الإسرائيلي يعاقب ويطرد.

نظام دولي يتعامل مع البشر على أساس العرق واللون ويطمسون كل من يرفع صوته للمطالبة بحقه ويعدونه إرهابي ورجعي لمجرد أنه يحاول لفت الأنظار لمعاناة شعب يتجرع المٱسي ليل نهار، فلتذهب هذه القوانين إلى الجحيم ولترتفع أصواتنا بالحق ونصرة المظلوم.

شاهد أيضاً

اليوم التاسع من المسابقة الرمضانية 4

صدى الملاعب _ غزة جارٍ التحميل…

%d مدونون معجبون بهذه: